واشار الى ان الملتقى تناول ثلاثة محاور :
الأول: الشهيد الولي بذاته.
الثاني: المجال الفكري للشهيد الولي كجزء من الفكري الوطني الصحراوي.
الثالث: موضوع الملتقى أي القبلية والمخاطر التي تهدد التنظيم.
في الموضوع الأول أكد أن فكر الشهيد الولي وتحليلاته ومعالجاته وبالرغم من انه سقط في عمر مبكر بميدان الشرف إلأ انه كان عارفا للمراحل والحالات التي كانت قائمة في زمنه وكلها اثبتت فهم عميق التفكير واتساع الراي لدى الرجل، وكمثال حين يقول في احد خطاباته سنة 1976 "اننا سوف نضرب العدو الغازي في عمق تواجده في الطنطان واكليميم ومراكش واغادير والدار البيضاء.." حينها كنا نتصور المعارك العسكرية ستتوسع لتشمل كل هذه الساحة أو ان العمل الفدائي المتبنى في ذلك الوقت في الكثير من الحالات المشابهة هو البديل عن للمعارك العسكرية المفتوحة، ولكن مع الزمن تبين بالفعل معارك من نوع اخر هي الاسلوب المناسب والانجع للظروف الحالية، من هنا نفهم ان ما كان يعنيه الشهيد الولي هو النضالات المتعددة التي بات الصحراويون يخوضون من خلالها معارك حقيقية مع الاحتلال في كل المواقع بما فيها المحاكمات والاعتصامات والمظاهرات والإضرابات عن الطعام...
في الموضوع الثاني : فكر الشهيد الولي ينبغي اعتباره من ضمن المصادر الأخرى المرجعية المحددة للفهم والتوجه وتحديد المخطط والتطبيقات بالنسبة للحركة وإطاراتها ومناضليها.
وبالتالي علينا في هذه المرحلة ان نعمل على تجميع وتدوين وتصنيف وترتيب وتفسير هذه المادة لكي نؤطر من خلالها الفكر الثوري والوطني إجمالا ليس فقط من باب تفعيل التنظيم من اجل حل إشكالات واقع اليوم ولكن من اجل البناء الاستراتيجي للإطار السياسي التنظيمي للجبهة غدا في زمن الانفتاح على التجاذبات السياسية.
فيما يتعلق بموضوع الملتقى اي القبلية، الشهيد الولي شدد على انها قنبلة موقوتة تحت أقدامنا لانها توظف من جانب العدو ولكن ايضا من جانب الصديق.
وإذا كانت استعمالات العدو للقبلية لضرب وحدتنا وتنظيمنا ومؤسساتنا ومكاسبنا كجزء من الصراع الذي يجب ان نواجهه فإن استعمالاتها من جانب البعض عندنا ينبغي ان نقول فيه بعض الأشياء.
فالعصبية القبلية خطيرة مثل العصبية المذهبية او غيرها يمكن ان تحدث الفتنة، ويجب ان نكون حريصين لكي لا نقع في مثل هذه المنزلقات، خاصة ان هناك اليوم من يطرح ان هناك ربما استعمالات ايجابية للقبلية ومن هنا تتخذ بعض المبادرات والإجراءات في المجالات الاجتماعية والأسرية وغيرها وهنا يجب ان نعرف الذي يحكم بايجابية هذا الفعل او ذاك، وإذا لم تدرج هذه المبادرات في الإطار التنظيمي.
وهنا من يقول اليوم بأن الاستعمال القبلي لدينا ظاهرة عادية ونحن مجتمع اسلامي والله سبحانه وتعالى يقول " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"
لكن يجب ان نكمل قوله تعالى " إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير".
والجنة لا تدخل بالنسب لان ابا لهب من اشراف قريش وهو عم الرسول صلى الله عليه وسلم ورغم ذلك فهو في نار ذات لهب.
وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم لبلال "إني سمعت خشخشة أو دف نعليك في الجنة فأخبرني عن أرجى عمل عملته ؟ قال : " - يا رسول الله - ، ما أحدثت إلا توضأت، ولا توضأت إلا صليت ما كتب لي "
وبالتالي فإن الحكم على الأشخاص من حيث مساهماتهم وعطاءاتهم والتمييز بينهم ينبغي ان لا يكون مرده الانتماء القبلي او العشائري وإنما يجب ان يستند الى ما يقدمه للمصلحة العامة والاطار الجامع .
اما الاستعمال للقبيلة بخلفية العصبية فهو خطير للغاية ومدانا سياسيا وشرعيا أيضا والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول " ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية، وليس منا من مات على عصبية".
من هنا ندرك عمق التفكير والتقدير لدى الشهيد الولي رحمه الله تعالى وبعد نظره لانه اسس مبكرا وفي زمن مختلف تماما فكر نواجه اليوم حالات وظواهر بفعل الزمن والمتغيرات واحتدام الصراع مع العدو.