في البداية مرحبا بكم الأخت اخناثة محمد السالك ضيفا عزيزا على صفحات أسبوعية كل الصحراويين:
شكرا على الاستضافة وعلى المساحة التي فسحتموها لنا على صفحات الصحراء الحرة التي واكبت الكفاح الوطني ولا زالت تواكب تطورات القضية العادلة، وتكافح باستماتة في معركة كل الصحراويين، معركة التحرير والبناء.
متى تم اعتماد يوم للنائب الصحراوي وما هي الدلالات التي يعكسها هذا اليوم؟
بداية أود التوضيح حول الدلالات المرتبطة بهذا الحدث والتي في مقدمتها ذكرى وفاة الشهيد البار المحفوظ اعلي بيبا الذي وافته المنية وهو يزاول مهمته على رأس هذه الهيئة , أي المجلس الوطني يوم 2يوليو 2010، ومنذ ذلك التاريخ تم اعتماد هذا اليوم كيوم وطني للنائب الصحراوي.
لعل هذه المحطات والمناسبات لم تعد نفسها علينا كل سنة، إلا لتكون مناسبة للوقوف مع الذات أولا ولكن لتكون أيضا محطات نستثمر فيها غرس قيم العمل والبناء في نفوس النشء، ونفهمهم كيف يكون الانتماء للوطن بالتفاني في خدمته.
ما تقييمك للتجربة البرلمانية الصحراوية في ظل الواقع الاستثنائي الذي نعيشه ومدى مساهمتها في ترسيخ دولة المؤسسات؟
يحيلني الشطر الأول من سؤالك إلى العودة قليلا إلى الوراء مع بداية تأسيس المجلس الوطني الصحراوي المؤقت، الذي قام على أنقاض الجمعية العامة الصحراوية في سنة 1975م، والذي تأسس في ظروف نستطيع وصفها بأنها غير مستقرة نتيجة للاجتياح المغربي والموريتاني للأراضي الصحراوية آنذاك.
وبالتالي كان عمل المجلس الوطني الصحراوي محصورا في العمل الخارجي وتنظيم الهيئات دون غيرها من المهام، واستمر على هذا الحال إلى غاية 1995م، وخلال هذه السنة اخذ طابعا جديدا من حيث الهيكلة إذ عين له نائب للرئيس ومقرر ولجان وضم 101 عضوا وشهد نوعا أخر من التعاطي بينه وبين الجهاز التنفيذي، وأسس نظام داخلي يحكمه لأول مرة.
ومنذ ذلك الحين وهيئة المجلس الوطني تشهد تطورا ملحوظا في طبيعة عملها حيث صادق المجلس الوطني في الفترة الممتدة من 1999الى 2003 على أول قانون عضوي ينظم العلاقة بينه وبين الحكومة، كما تعزز بهيكلة جديدة تمثلت في إنشاء مكاتب جهوية وهكذا في كل عهدة جديدة يتعزز المجلس الوطني بإضافة جديدة في نظامه الداخلي او طبيعة عمله إلى أن أصبح على الصورة التي نراه بها اليوم.
إذن بالنظر إلى هذه التجربة الحافلة في ظل التحديات ومحاولات تجديد الذات حتى تكون قادرة على العطاء باستمرار، مع كل محطة انتخاب وتجديد تكمن قيمة ومكانة هذه المؤسسة التشريعية في المشاركة في بناء مؤسسات الصرح الصحراوي، ولكن الأهم من ذلك في تجسيد الديمقراطية التي تطبع مؤسسات الدولة.
ونحن نحتفي باليوم الوطني للنائب ما هو الدور الذي يضطلع به المجلس الوطني في معركة التحرير والبناء ؟
لاشك أن مسؤولية المجلس الوطني كمؤسسة من مؤسسات الدولة الصحراوية تكمن في الاستماتة من اجل تقوية المؤسسات الوطنية وصنع مقومات التحدي في معركة التحرير والبناء ولكن من دون أدنى شك لن يكون هذا إلا بالرقابة الصارمة على هذه المؤسسات وسن القوانين المنظمة لشؤون الحياة سوى ما تعلق بها من مؤسسات وأفراد وهي المهمة التي يضطلع بها المجلس الوطني.
هل هناك مسؤوليات يضطلع بها النائب وتكون محل مسؤولية فردية؟
بالطبع هناك عدة مهام يجب ان يضطلع بها النائب الصحراوي وهي انه بمجر انتخابه من قبل القاعدة الشعبية واكتسابه لصفة عضو المجلس الوطني يضطلع النائب بجملة من المهام منها:
1 ـ مهمة تمثيلية وتقتضي منه الحضور لإشغال جلسات المجلس الوطني وتبليغ انشغالات المواطنين والاستماتة في الدفاع عنها.
2 ـ مهمة سياسية : وتتمثل في الانشغال بالقضايا السياسية الوطنية والمشاركة في الاحتفالات والمناسبات الوطنية وحضور البرامج التلفزية والإذاعية والكتابة الصحفية.
3 ـ مهمة تشريعية: وتتمثل في حضور أشغال اللجان المختصة في دراسة القوانين ومشاريع القوانين، والمبادرة باقتراح سن قوانين جدد متى دعت الحاجة إلى ذلك.
4 مهمة رقابية: تتمثل في التعاطي مع الجهاز التنفيذي والقيام بالجولات الميدانية والوقوف على مدى تطبيق برنامج الحكومة أثناء عمل المكاتب واللجان، والمسألة السنوية.
5 مهمة تواصلية: وهي أساس هذه المهام السالفة الذكر تقتضي من النائب ان يكون متصلا بمحيطه، بل لا يكون النائب مشرعا ناجحا ولا مراقبا حريصا ولا سياسيا محنكا ما لم يكن موصولا بمحيطه قريبا منه معنويا وجسديا.
س 5 ما هي التوجهات التي ركز عليها المجلس الوطني خلال الدورة التشريعية الاخيرة؟
لا يخفى عليك ولا على أي من القراء الأعزاء بان المجلس الوطني صادق في الدورة التشريعية الأخيرة حيث صوت بنسبة معتبرة على قانون التعدين فمن بين 46 مصوتا صوتت 41 مصوتا على القانون وهي الأغلبية الساحقة ولكن ما قد يخفى عليك وعلى القراء هو النقاش العميق الذي دار في قاعة الجلسات بالمجلس الوطني أثناء المداولات بين المؤيد والمعارض لهذا القانون، الذي كان مرده الأساسي تأويل المادة 46 من دستور الجهورية الصحراوية ليكون القرار الحاسم بعد الاستشارة القانونية التي قدمها كل من المستشار القانوني للحكومة والمجلس الوطني.
ولكن الذي اقره شخصيا ان مصادقة المجلس الوطني على القانونين اللذين قدما لهذه الدورة وهما (تعديل قانون السجون، ومشروع قانون التعدين) هو رقبة هذه الهيئة في أن تكون هناك ترسانة من القوانين تضبط وتنظم الشأن العام، وكذلك رغبتي في أن تكون دولتنا دولة مؤسسات يسود فيها القانون.
كيف تنظرين إلى نسبة المشاركة النسوية على ضوء الانتخابات الأخيرة؟
من جهة هي مشاركة لا باس بها كونها إضافة مقعدين جديدين للمرأة في المجلس الوطني بعدما كانت في العهدة السابقة 16إمراة، فيما أصبحت الآن 18 امرأة، بالإضافة إلى أن النساء في كافة الدوائر الانتخابية نجحن بدون الحاجة لنظام “الكوطا” ما عدى ولاية اوسرد، وذلك خلافا للتجارب السابقة، ونشيد هنا بالمجهود الذي قامت به منظمة الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية قبيل الانتخابات التشريعية الأخيرة والذي تمثل في القيام بجولة تحسيسية في كل الولايات بأهمية المشاركة السياسية للمرأة.
ولكن من جهة أخرى أظن بأن مشاركة المرأة لا تزال دون المستوى المطلوب إذا ما علمنا أن جل المصوتين هن من النساء ومع ذلك تكون النتائج على هذه الشاكلة ومرد ذلك إلى قلة ثقة المرأة بالمرأة.
أسئلة خاصة:
من هو قدوتك في الحياة ؟.
كل مناضل غيور على وطنه متفانٍ في خدمته ، قدوتي الفقيد محمد سيد ابراهيم بصيري في مقولته :”يجب أن نحرر الصحراء لا نريد أن نعيش في القمامة”.
قدوتي الشهيد الولي مصطفى السيد حين سخر كل طاقاته الفكرية والجسدية وأفنى شبابه في خدمة الجماهير.
قدوتي مناضلي انتفاضة الاستقلال وأبطال ملحمة اقديم ازيك الذين اقسموا على :”إما ان نحقق نصرنا أو نفنى عن آخرنا”.
ما هي ابرز اهتماماتك ؟
المطالعة ولكن كيف ألبي رغبتي واشبع نهمي في المطالعة في ظل الافتقار إلى المكتبات ومصدر المطالعة، ومع ذلك تبقى مطالعة الموضوعات ذات الطابع الثقافي والتاريخي والسياسي والكتابات عن المرأة والكتب الأدبية.
ما هو آخر كتاب قراءته؟
سلسلة في النقد الأدبي “هكذا تكلم هكذا كتب” لعديد الروائيين الجزائريين.
هل هناك سؤال توقعت طرحه ولم يرد طرحه ؟.
توقعت طرح جملة من الأسئلة وردت بصيغة أو بأخرى ما عدى ما يتعلق ببرلمان الطفل الصحراوي الذي يحتضنه المجلس الوطني الصحراوي والذي تأسس في نوفمبر 2008.
كلمة أخيرة؟
اشكر جريدة الصحراء الحرة والطاقم العامل بها وأشكرك شخصيا على الوقت الثمين الذي منحتموني إياه وانتهز هذه الفرصة للترحم على روح الفقيد المحفوظ اعلي بيبا الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم، وعلى أرواح جميع شهداء الواجب الوطني.
وبهذه المناسبة أيضا أهنيء زملائي النواب بالمجلس الوطني وأجدد لهم القول مرة أخرى بان هذه المناسبة يجب أن تكون انطلاقة جديدة للمزيد من البذل والعطاء والفعل والتفاعل مع الأحداث الوطنية لما فيه خير وصالح القضية الوطنية أولا وتقدم وتطوير النظم التشريعية ثانيا.
وشكرا جزيلا مرة أخرى.
